روايه الباتروس بقلم الكاتبه رقيه محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
🚫 **تنبيه:** هذه الرواية قد لا تكون مناسبة لجميع الأعمار. قد تحتوي على مواضيع حساسة ولغة قوية. إذا كنت لا تستمتع بهذا النوع من القصص، فنحن ننصحك بعدم قراءتها.
رواية الباتروس
بقلم: رقية محمد
---
في أحضان مدينة تنام تحت غطاء الظلام، تتدفق حكايات البشر كأمواج لا تهدأ. هنا، في هذا العالم المتشابك بخيوط الحب والصراعات، تبدأ قصة "الباتروس". هي حكاية واقعية تتناول قضايا الحياة والموت، الحب والخيانة، والبحث عن الهوية والمعنى في عالم متضارب بالتناقضات.
تتقاطع حياة شخصيات متنوعة في هذه الرواية، كلٌّ منها يحمل ندوب ماضٍ أليم، يدفعها للسير في طريقها بحثًا عن النور في قلب الظلام. هناك "يوليو"، تلك الفتاة التي تحمل عبء تجاربها الصعبة في كل خطوة تخطوها، و"يناير"، الرجل الذي يتأرجح بين متاهات الحب والمصير المحتوم.
تتشابك أقدارهم وتتصادم حيواتهم في صراعات داخلية وخارجية، لترسم لوحة معقدة للإنسانية بكل تفاصيلها. تكشف الرواية عن قصص متشابكة من الحب والشغف والتضحيات، حيث يتعلم كل شخصية درسها الخاص في المحبة والتفاني.
في "الباتروس"، لا تتوقف الحياة عند حدود الزمان أو المكان، بل تتجدد في كل لحظة لتعكس عمق الإنسان وتعقيداته، وتأخذنا في رحلة لا تُنسى نحو معرفة الذات والبحث عن الهوية الحقيقية.
الكلمات بقلم /رقيه محمد
---
بصوت عالٍ، تنزل "يوليو" السلم بخطوات ثابتة، صوت الكعب العالي يردد أصداءه في القاعة. كانت ترتدي فستانًا أسود طويل الأكمام، يلتف حول جسدها بتصميم ضيق يبرز جمالها الساحر. عيون الجميع تتجه نحوها، تتماوج بين نظرات إعجاب وغيرة وحسد.
أخذت تتجه نحو الـ DJ، تطلب تشغيل أغاني كلاسيكية تفضلها. جلست على كرسي، ووضعت قدمًا فوق قدم، ثم أخرجت مرآة صغيرة من حقيبتها وتفحصت وجهها، غير مكترثة بالعيون التي تلاحقها.
أما هو، فقد كان يقف بعيدًا، يراقبها بعيون مليئة بالهيام. كانت عيناها البنيتان الحادتان تثيران فيه مشاعر مختلطة، وشفتيها الممتلئتين بلون وردي تجذب الأنظار. كان يتساءل إن كانت قد خضعت لعمليات تجميل، ولكن الحقيقة كانت أن جمالها طبيعي، فقد كانت تكره التجميل، مفضلة البقاء على طبيعتها.
طولها المثالي وجسمها المتناسق جعلا الجميع يلقبونها بـ"يوليو"، فهي كالنار، تحرق من يحاول الاقتراب منها أو من عائلتها.
---
وفي مكان آخر، كان "يناير" يمشي بخطوات هادئة، يرافقه عدد من الرجال الذين يخشون التحدث في حضوره. كان يلقب بـ"يناير" لشدة بروده وقسوته. ضخم الجثة، يحمل على ظهره وتحت صدره وشومًا تزين جسده.
يناير، الذي يكره النساء جميعًا، كان يتميز بمظهر أنيق وشخصية صارمة. عمله كان كل شيء بالنسبة له، وكان يمقت التأخير ويأخذ كل شيء بجدية. شخصيته الجافة وغياب الرحمة جعلاه كتلة جليدية في نظر الجميع، لا يشعرون بأي دفء عند التعامل معه.
________
مشهد 2
"كانت تتنفس بثقل، وكأن الهواء في المكان أصبح أثقل، ولكنه لم يكن سوى ثقل الذكريات الذي يجثم على صدرها."
"نظراتها كانت مليئة بالحزم، وكأنها تقول للجميع دون أن تنطق: أنا هنا، ولن أختفي بسهولة."
"لم يكن يجرؤ أحد على الاقتراب منها؛ فهي ليست مجرد امرأة، بل إعصار يحطم كل من يقترب منه."
"الظلام في عينيه كان أعمق من أي بحر، وكانت الوحدة صديقته الوحيدة التي ترافقه منذ زمن بعيد."
"كانت تحاول أن تسيطر على أعصابها، ولكن كل نبضة في جسدها كانت تذكّرها بخسائرها الماضية."
"كانت ضحكتها تحمل في طياتها شيئًا من الألم المخفي خلف قناع الجمال."
"برغم الحشود المحيطة بها، كانت تشعر بأنها وحيدة، وكأن العالم بأسره يدور من حولها دون أن يمسها."
"كان يشد على قبضته، وكأنه يحاول أن يمسك بتلك اللحظة التي هربت منه قبل أن يدرك حتى وجودها."
_______
مشهد 3
في ركن مظلم من القاعة، وقف بعيدًا عن الأنظار، يتأمل كل حركة بتفصيل. كان صمته صاخبًا، وعيناه تتابعان الحضور بلا كلل. لم يكن ينتمي للمكان، ولكن وجوده كان ضروريًا، وكأنه قطعة مفقودة من لغز معقد. كان يعرف أن اللحظة المناسبة ستأتي، وكل ما عليه فعله هو الانتظار بصبر، وهو فنٌ أتقنه جيدًا.
بين الجدران القديمة، كانت تجلس وحدها، تلف نفسها بمعطف ثقيل يحجب برد الذكريات. الأصوات من حولها لم تكن سوى ضجيج في خلفية تفكيرها. كانت تبحث في عينيها عن إجابات، لكن كل ما وجدت كان مزيدًا من الأسئلة. شعور غريب بالخوف يتسلل إلى صدرها، وكأن شيئًا ما على وشك الحدوث، ولكن لا أحد يعرف متى أو كيف.
على السطح العتيق للمبنى، كان ينظر إلى الأفق البعيد. السماء فوقه كانت داكنة، والمدينة تحت قدميه تعج بالحياة. ومع ذلك، شعر بالانعزال التام. كل شيء في داخله كان يعج بالفوضى، ولكنه كان يحرص على أن يظل هادئًا، حتى لا يكشف عن نقاط ضعفه أمام أي شخص. اللحظة الحاسمة كانت قريبة، وكان يعرف أن القرار الذي سيتخذه سيغيّر مسار كل شيء.
داخل الغرفة الصغيرة، كانت الإضاءة خافتة، تُلقي بظلال غامضة على الأثاث القديم. في زاوية الغرفة، كان يجلس بصمت، عيونه مثبّتة على شيء لا يراه أحد غيره. كانت هناك فكرة واحدة تدور في ذهنه، فكرة ثقيلة كالصخرة التي تجثم على قلبه. كان يعرف أن الماضي يطارده، وأنه لا يوجد مهرب من مواجهة ما هو آتٍ.
وسط الغابة المظلمة، كان يتحرك بخطوات هادئة، كل حركة محسوبة، وكأنه يخشى أن يكشف نفسه للطبيعة المحيطة به. الظلام كان يغطي كل شيء، ولكن عقله كان مشرقًا بتلك الخطة التي رسمها بدقة. كان يعرف أن اللحظة القادمة ستحدد كل شيء، وأنه على وشك الإقدام على أمر لا رجعة فيه.
. جلست أمام النافذة المغلقة، عيناها تتبعان قطرات المطر التي كانت تنزلق ببطء على الزجاج. في داخلها، كانت تشعر بثقل لا يمكن وصفه، وكأن كل ما مرت به كان يتجمع في تلك اللحظة. العالم في الخارج كان يتحرك بسرعة، ولكنها كانت معلقة بين لحظات، لا تعرف إن كانت ستتمكن من الهروب من الماضي الذي يطاردها، أم أنها ستظل محبوسة في دوامة لا تنتهي.
____
مشهد4
في ركن مظلم من القاعة، وقف بعيدًا عن الأنظار، يتأملها بصمت. كانت عيونها تلتقي بعينيه بين الحين والآخر، وكأنها تحمل أسرارًا لا يمكن أن يُفصح عنها. في كل نظرة، كانت تزداد الأسئلة في داخله، ولكن الإجابات كانت تظل حبيسة عمق تلك العيون. لم يستطع أن يتجاهل قوة تأثيرها عليه، فكلما غاص في عينيها، شعر وكأنه يغرق في بحر لا نهاية له. كانت عيونها مرآة لشيء لا يمكنه فهمه بسهولة، وكأنها تروي قصة لم تبدأ بعد.
---
العيون
بقلم الكاتبة رقيه محمد
في العيونِ حكايا لا تُقال،
نبضُها سرٌّ بين الأهدابِ طال،
تُخفي الآمالَ وتكشف الأوجاع،
وتُسافر بنا إلى عالمٍ بلا ضياع.
في العيونِ بحرٌ لا يهدأ ولا ينام،
تُمطرنا حبًّا أو تبكينا آلام،
كلّ نظرةٍ تُروي قصّةً بلا كلام،
فكيف للقلوب أن تصمت أمام هذا السلام؟
العيونُ يا روحي مرايا الأرواح،
فيها تتحدثُ الحكايات دون مزاح،
إن كانت صادقةً، فلا نحتاجُ أقوال،
لأنّ كلّ الحبّ فيها يُصبحُ نداءً عالٍ.
فأخبريني، هل عيونكِ قصيدةٌ نُظِمت؟
أم أنّها بحرٌ لم ترسُ سفنُهُ بعد؟
بقلمي مارئيكم
راح تتعرفون أكثر الشخصيات من ضمن البارتات الجايه
روايه كلش حلوه